قسطرة القلب
قسطرة القلب أو التدخل التاجي عبر الجلد وهي
عبارة عن إجراء جراحي يستعمل في حالة انسداد وضيق الشرايين القلبية لفتحها، ويتم
هذا الإجراء بواسطة طريقتين:
الطريقة الأولى عن طريق إدخال
أنبوب طويل وضيق في أحد الأوعية الدموية
للذراع أو الساق المؤدية لجهة القلب، ويعتبر كدعامة للإبقاء على الشريان مفتوحا
ومنعه من أن يضيق مرة أخرى،
الطريقة الثانية فهي عبارة عن
إدخال ونفخ بالون صغير في الشريان المسدود لتوسيعه وفتحه،
كما تستخدم قسطرة القلب لتخفيف الآلام
الصدرية وضيق التنفس، أيضا لتحسين عمل القلب، وفي الأخير لإنقاذ المريض في حالة
الأزمات القلبية.
المخاطر المحيطة بالقسطرة القلبية:
مخاطر على مستوى التخدير:
كالإفراط في التحسس من الأدوية المخدرة، وفي
الحالات النادرة كنتيجة لهذا التحسس يحدث انخفاض كبير في ضغط الدم.
النزيف:
حدوث نزيف في منطقة ثقب الشريان أو في مكان
آخر، كما يمكن أن يحدث النزيف بعد القسطرة أو بعد أربع وعشرين ساعة، وفي حالات
نادرة قد يظهر النزيف بعد أسابيع أو حتى أشهر.
عدوى في الشق الجراحي:
يتم علاجها بشكل موضعي وعادة ما تكون سطحية،
كما وقد تظهر عدوى أخطر في الأنسجة المتواجدة تحت الجلد تتطلب فتح الشق الجراحي من
جديد للتخلص الجراثيم المتبقية.
الندبة:
يتم عمل شق صغير في الجهة العليا من الفخذ وبهذا
تكون الندبة أصغر حجما، أما بالنسبة للمدة الزمنية التي قد تستغرقها الندبة للشفاء
نهائيا، فهذا الأمر يعتمد على جودة الغرز المستعملة وقابلية جسم الإنسان للاستجابة
للشفاء بشكل أسرع.
ضيق في الشريان مرة أخرى:
كانت هذه الحالة تحدث سابقا بنسبة تتراوح بين
30% و 40% أما في الوقت الحالي انخفضت لتصل
إلى أقل من 10% بفضل الدعامات
المعدنية المستخدمة.
تجلط الدم:
ويحدث هذا العارض بشكل مفاجئ داخل الشريان،
وفي هذه الحالة تعطى أدوية كالأسبرين لمنع تجلط الدم.
مخاطر أخرى:
تتمثل في مشاكل متعلقة بعدم انتظام ضربات القلب،
فشل كلوي، بالإضافة إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية التي تعرف بالندرة من
حيث حدوثها.
الإجراءات المتخذة قبل موعد القسطرة القلبية:
قبل الموعد المحدد للقسطرة القلبية يقوم
الطبيب بطلب بعض الفحوصات الضرورية من المريض، كالقيام بفحص بدني، إضافة إلى الفحص
بالأشعة المعروف بإسم ''تصوير الشريان التاجي'' وتتجلى أهميتها في درجة جاهزية
الشريان المسدود لدى المريض للقيام
بالقسطرة القلبية، كما يعمل الفحص بالأشعة على معرفة هل الشرايين القلبية تعاني من
الضيق أو الإنسداد، هكذا ومن ثم يعطي الطبيب تعليماته بخصوص الطعام والشراب قبل القسطرة،
وفي أغلب الحالات يجب على المريض الصيام لمدة ثماني ساعات قبل موعد الجراحة.
مجرى و مراحل جراحة
القسطرة القلبية:
لمن يطرح سؤال كيف تتم عملية قسطرة القلب
نجيب: تبدأ الجراحة بعمل فتحة صغيرة في الجسم على مستوى الساق أو الذراع، من خلال
هذه الأخيرة تتم الجراحة عبر إدخال أنبوب طويل ورفيع يسمى بالقسطرة، قد تستغرق مدة
العملية نصف ساعة أو ساعات عديدة حسب حجم الانسداد الذي يعاني منه المريض أو
المضاعفات التي قد يتعرض لها، وتتضمن الجراحة المراحل التالية:
- تخدر المنطقة التي سيتم فتحها وذلك بإدخال
إبرة صغيرة للوصول للشريان سواء في الساق أو الذراع، ثم بعد ذلك يتم عمل فتحة
صغيرة في الجلد.
- يقوم الطبيب بعد ذلك بإدخال سلك، متبوعا
بقسطرة للشريان من مكان الفتحة لمكان المنطقة المصابة بالإنسداد في القلب.
- في نهاية القسطرة يتم نفخ بالون صغير لغرض
توسيع الشريان، كما ويبقى البالون منتفخا لدقائق في المنطقة المصابة بالإنسداد
ليقوم بتمديد الشريان، بعد ذلك يفرغ البالون من الهواء للتخلص منه، كما قد تكرر
عملية نفخ البالون إن وجدت انسدادات كثيرة في شرايين المصاب.
- تزرع الدعامة داخل الشريان بعد أن يكون قد
اتسع بفضل البالون المنتفخ، تتجلى أهميتها في كونها تمنع إمكانية ضيق الشرايين مرة
أخرى بعد القسطرة القلبية، وبعد وضع الدعامة والتخلص من البالون تكون العملية
منتهية.
المحافظة على الصحة بعد القسطرة القلبية:
بعد القسطرة القلبية يبقى المريض لأيام في
المستشفى تحت الإشراف الطبي، كما يصف له الطبيب أدوية لمنع تجلط الدم وأخرى
لمساعدة الشرايين على الاسترخاء وحمايتها من التشنجات التي قد تسبب في أزمة قلبية،
وبعد أسبوع من العملية يستطيع المريض العودة لعمله ومنزله ومزاولة جميع الأنشطة
التي كان يقوم بها سابقا، لكن يجب على المريض التقيد ببعض الأمور للمحافظة على
صحته منها:
- تجنب حمل الأشياء الثقيلة.
- الإبتعاد عن ممارسة الرياضات التي تتطلب
مجهودا بدنيا مضاعفا.
- تخفيض مستويات الكولسترول في الجسم.
- الإقلاع عن التدخين.
- تناول أدوية مضادة للتخثر لمنع حدوث انسداد
آخر للأوعية الدموية.
صور لعملية قسطرة القلب:
عملية القسطرة |
وفي
نهاية المطاف نجد أن قسطرة القلب هي بمثابة إجراء آمن و مهم للحفاظ على صحة المريض
من الضيق والإنسدادات التي تصيب الشرايين القلبية ، بسبب تراكم الدهون وتختر الدم،
كما تتم أيضا في حالة إصلاح عيب خلقي كالعيوب الموجودة في الحاجز البطيني أو
الأذيني للقلب، وعلى النقيض من ذلك فرغم مزاياها فهي أيضا لديها بعض المخاطر كتجلط
الدم أو ضيق الشريان مرة أخرى، لذلك يجب على المريض في جميع الحالات اتباع نصائح
وإرشادات طبيبه المختص، وفي حالة ملاحظته لظهور أعراض كان يعاني منها قبل القسطرة
القلبية عليه الإتصال بشكل استعجالي بطبيبه.