23 يناير 2019

علاج الوسواس القهري, نصائح وقائية


علاج الوسواس القهري

الوسواس القهري عبارة عن تواجد اضطرابات و مخاوف غير منطقية تجعل المريض يصل إلى درجة قيامه بسلوكات قهرية متكررة، غالبية الأشخاص المصابون بالوسواس القهري يدركون أن هذه الأفكار الوسواسية سخيفة و غير معقولة، فيعمدون إلى تجنبها لكن دون جدوى، بل الأكثر من ذلك فهي تزيد من قلقهم، كربهم و شعورهم بضغوطات نفسية ، ويتمثل إضطراب الوسواسي القهري في القيام بأفعال قاهرة كغسل اليدين لمرات عدة لدرجة التسبب بالجروح أو الندوب، وهذا كله راجع لخوف المريض من إصابته بعدوى الثلوث، لذلك نجد أن في حال عدم معالجة الوسواس القهري قد يتطور الأمر ليصل لحد التأثير السلبي في علاقة المصاب و عائلته أو محيطه الخارجي، لذلك يجب الإعتماد على العلاج النفسي، السلوكي و الدوائي بالإضافة للطرق العلاجية الأخرى التي سنتطرق لها من خلال هذا المقال.
علاج الوسواس القهري


علاج الوسواس القهري:

تعددت الوسائل العلاجية للوسواس القهري لكنها ليست فعالة بالشكل الكافي، فدورها يقتصر فقط على التخفيف من الأعراض و مساعدة المريض في السيطرة على الوساوس، كما أن هذه العلاجات قد تكون أبدية نذكر منها الآتي:

العلاج النفسي السلوكي:

 يعد هذا النوع من العلاج الأفضل على الإطلاق حيث أنه يعتمد على طريقة التعرض و منع الإستجابة، أي أن الطبيب المختص يعمد إلى تعريض المريض للأشياء التي تسبب له القلق، الخوف و الوساوس، كتعريضه للأوساخ و القاذورات وبذلك يصبح متواجدا في وسط كله تلوث، كما أنه يعمل على منعه من الإستجابة لأفكاره الوسواسية و ذلك بتجنيبه غسل يديه بشكل مكرر، و بهذا كلما أعدنا عملية التعرض و منع الإستجابة، سيستطيع المريض التحكم ثم التخلص تدريجيا من وسواسه القهري و سينتهي في الأخير من ممارسة  طقوسه القهرية.    

العلاج بالعقاقير:

تستخدم الأدوية كطريقة علاجية أخرى في حال تبثت عدم فعالية العلاج السلوكي النفسي، لذلك يلجأ الطبيب لإستعمال العقاقير التي تساهم في السيطرة على الوساوس القهرية، وهذا لن يتم إلا باللجوء في بادئ الأمر إلى مضادات الإكتئاب التي تقوم بالرفع من نسبة مادة السيروتونين داخل الخلية العصبية، حيث أن الأفراد الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري تنخفض عندهم هذه المادة، كما أن مضادات القلق و الإكتئاب لا يجب أن تأخذ على فترات طويلة لأنها قد تسبب في حدوث آثار جانبية كالغثيان، صعوبة في النوم و الصداع ومن مضادات الإكتئاب نذكر الآتي:
- فلوفوكسامين- باروكستين – كلوميبرامين وهو من مضادات الإكتئاب الثلاثية الحلقات الذي يعتبر أكثر فعالية من الأدوية الأخرى و يستعمل في حال لم تثبت العقاقير الأخرى نجاعتها.
العلاج الغذائي:
تناول الأغذية الغنية بالتربتوفان تساهم بشكل كبير في الرفع من نسبة مادة السيروتونين، كنبات الجذر الذهبي الذي يعود بالنفع على طاقة الدماغ باعتباره مضاد للأكسدة، هذا بالإضافة إلى أن الإستخدام المكثف للحامض الأميني الثيامين المتواجد بالشاي يلعب دورا مهما في التخفيف من القلق، حيث أن الدراسات أثبتت أن بمجرد تناوله بعد 40 دقيقة يعمل على تغيير الموجات الدماغية.

العلاج الكهربائي:

 أثبتت هذه الطريقة العلاجية فعاليتها، حيث أن الطبيب المختص يقوم باستخدام آلة لتوصيل الصدمات الكهربائية لدماغ المريض، الشيء الذي ينتج عنه ضبط النوبات الوسواسية و تغيرات على مستوى الخلايا العصبية في الدماغ.

العلاج بالتحفيز المغناطيسي:

يعد التحفيز المغناطيسي الذي يتم على مستوى الجمجمة من الطرق العلاجية الجيدة التي تستخدم في حال فشلت الطرق العلاجية الأخرى، كما أن هذه الأخيرة تتم من خلال استعمال الطبيب للمجالات المغناطيسية التي تساهم بشكل كبير في تحفيز الخلايا العصبية بالدماغ، هذا بالإضافة إلى أن هذه الوسيلة تساعد في التخفيف من أعراض الإكتئاب و القلق.

نصائح وقائية لعلاج الوسواس القهري:

اعلانات
معرفة المرض:
لعلاج المرض يجب على المريض الإدراك الكلي إلى أن هذا الوسواس القهري ما هو إلا مرض نفسي ناتج عن خلل في التواصل بين الجزء الأمامي للمخ و العقد العصبية، حيث أن الأول مسؤول عن الإحساس بالخوف و الخطر و الثاني يتحكم بقدرة الشخص وقابليته في مقاومة الأفكار القهرية.
مواجهة الوساوس القهرية:
تتم مواجهة هذه الوساوس عندما يعتبر المريض أن هذه الأخيرة عبارة عن أفكار متطفلة، وذلك عبر إقناع نفسه أن إحساسه مثلا بأن يديه متسختين ما هو إلا وسواس قهري و أن يديه نظيفتين و هو بذلك لا يحتاج لغسلها.
السيطرة على الفكرة الوسواسية:
 يجب على المريض التحكم و السيطرة في الأفكار الوسواسية إذا راودته ، و ألا يستمر في التفكير فيها لأنها ستسبب له الضيق و القلق، وحبذا لو يصرف المريض عقله عن هذه الأفكار القهرية الملحة في أمور تشغل باله و تحتاج لتركيزه الكلي كممارسة التمارين الرياضية.
وهكذا نجد أن الوسواس القهري عبارة عن مرض عصابي نفسي يظهر على شكل أفعال تسلطية، تجعل المريض يقوم بتكرارها و إن امتنع عن ممارستها يشعر بتأنيب الضمير، الذي لا يتلاشى إلا بواسطة تكرار هذه الأفعال القهرية، أما بالنسبة لعلاج الوسواس القهري فهي عملية متشابكة و صعبة وغير مضمونة النجاعة في غالبية الحالات، كما أن درجة الشفاء تتفاوت فتارة قد يكون الشفاء بطيئا و تارة أخرى قد يضطر المريض الإعتماد مدى الحياة على الطرق العلاجية على اختلاف أنواعها، ومع كل هذا وجب على المريض ألا يفقد الأمل، و يعلم أن التزامه بالعلاج هو السبيل الوحيد الذي سيمكنه من مجابهة أعراض الوسواس القهري و منعه من السيطرة و التحكم في حياته العامة.
اعلانات

عرض التعليقات