أسباب اعتلال المزاج الموسمي:
اعتبر الخبراء أن اكتئاب الشتاء ترجع أسبابه، للعامل
الوراثي، التغيرات البيولوجية و الفسيولوجية التي يتعرض لها الجسم عند الإنتقال من
موسم لآخر بفعل التغيرات المناخية الجوية، الشيء الذي يكون سببا مباشرا في حدوث
حالات مرضية نذكر أهمها:
اختلال الساعة البيولوجية:
بسبب التعرض للشمس الذي يكاد ينعدم و تغير حرارة الجسم.
نقص إفراز هرمون السيروتونين:
بالنسبة للعلماء هو هرمون يعطي
الشعور بالراحة، الهدوء و السعادة.
نقص هرمون الميلاتونين:
هو
الآخر هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية، و يعمل على انتظام الساعة البيولوجية بالجسم،
زيادة على ذلك فهو يعطي الشعور بالسكينة و الإسترخاء.
انعدام
التوازن الغذائي:
الإكثار من تناول المشروبات الكحولية و الإعتماد
على نظام غذائي غني بالسكريات و الدهون خاصة في فصل الشتاء.
أعراض اعتلال المزاج الموسمي:
تعددت أعراض اعتلال المزاج الموسمي بين أعراض اكتئاب
الشتاء و الصيف، وبين أعراض اكتئاب الشتاء البسيط إلى المتوسط، ثم أعراض الهوس غير الشديد نوضحها على الشكل
الآتي:
اكتئاب الشتاء:
- الإفراط الهستيري في تناول الدهون و السكريات.
- زيادة فترات النوم في النهار.
- السمنة.
- الشعور بالعجز عن القيام بأي نشاط جسدي.
- انعدام التركيز.
- الإنطواء و التقوقع.
- خلل في الدورة الشهرية لدى السيدات.
- الإحساس بأوجاع عامة بالجسم.
- ضعف الرغبة الجنسية.
اكتئاب الصيف:
- فقدان الوزن و الشهية.
- زيادة في الرغبة الجنسية.
- شعور متواصل بالعصبية و التوتر.
- الأرق.
أعراض الهوس الشديد:
- الإحساس بالنشوة و السعادة.
- التضخيم في حب الأنا.
- انعدام القدرة للحكم في عدة أمور.
- تسارع الأفكار و التكلم بسرعة.
- سلوك عنيف.
- الإستهتار بالغير.
- الإكثار من ممارسة النشاطات الجسدية.
- المخاطرة بالقيام بحركات قاتلة.
- عدم الرغبة بالنوم.
- تشتت الأفكار.
أعراض الإكتئاب البسيط إلى المتوسط:
- الحزن و القلق.
- انعدام الإهتمام بالنشاطات التهييجية.
- الإحساس بالذنب.
- الصعوبة في النوم و الإرهاق.
- الشعور بآلام جسدية بدون سبب.
- التفكير في الإنتحار.
علاج اعتلال المزاج الموسمي:
تعددت الوسائل العلاجية لإعتلال المزاج الموسمي بين
العلاج الدوائي، النفسي، الضوئي و النظام الغذائي، كما أن كل هذه الطرق تصب في
مصلحة المصاب، حيث تساعده على الحد من هذا الإعتلال لكي لا يتحول إلى اضطراب ثنائي
القطبية، بالإضافة إلى حماية هذا الأخير من التقلبات المزاجية و حدوث الإنتكاسات.
العلاج الدوائي:
باستخدام الأدوية المضادة للإكتئاب، المضادة للذهان،
المضادة للقلق و الأدوية المثبتة للمزاج، للإشارة يجب استعمال هذه المضادات تحت
الإشراف الطبي المتخصص تفاديا للإنتكاسات.
العلاج النفسي:
يتضمن العلاجات التالية:
- العلاج السلوكي المعرفي:
الذي
يتم عبر مساعدة المريض على معرفة الإعتقادات السلبية الغير صحية التي تصاحب هذا
الإعتلال و استبدالها بأخرى إيجابية، كما أن هذا العلاج يساهم في معرفة المريض
للأسباب وراء تقلباته المزاجية و محاولة السيطرة عليها.
العلاج الأسري:
الذي
يساهم هو الآخر في فهم الأهل و الأسرة لحالة المصاب، و محاولة حل كل المشاكل
الأسرية التي حدثت فيما بينهم سابقا، حيث أنها قد تكون سببا مباشرا في إصابته
باعتلال المزاج الموسمي.
العلاج الجماعي:
يعمل على تحسين العلاقات الإجتماعية و خلق جسر تواصل بين
المصاب و الآخرين.
العلاج الضوئي:
يتم
تعريض المريض لأشعة ضوء أبيض كأشعة الشمس بواسطة جهاز خاص لمدة نصف ساعة يوميا في
الصباح الباكر، كما أن المريض يجب ألا ينظر بشكل مباشر للمصدر الضوئي كي لا يترتب
عن هذه العملية أعراض جانبية كالصداع و إرهاق للعين، و بالإستعمال الصحيح للعلاج
الضوئي ستتحسن الأعراض في غضون 3 إلى 4 أسابيع.
النظام الغذائي:
اتباع نظام غذائي معين الهدف منه تعويض انخفاض
هرمون السيروتونين بالجسم، لذلك يجب على المريض تناول الأطعمة الغنية بالسيروتونين
كالتمر، الأفوكادو، الطماطم، الأناناس و الخوخ، بالإضافة إلى تناول الأغذنية
الغنية بالحمض الأميني الذي يتحول في الجسم إلى سيروتونين كمنتجات الألبان القليلة
الدسم، اللحوم غير الدهنية، الأسماك و البيض، أو الإكثار من تناول أغذية كالدواجن
و الزبادي المشبعة بحمض أميني آخر يتحول في الجسم إلى مادتي أدرينالين و دوبامين
التي تساعد الجهاز العصبي على التركيز و الإنتباه.
تأسيسا على ماسبق نجد أن مريض اعتلال المزاج الموسمي يجب
عليه بالإضافة للطرق العلاجية السالفة الذكر الإلتزام بإجراءات أخرى، كالجلوس في
غرفة مضيئة خاصة في الأيام المظلمة، الجلوس قرب النوافذ المفتوحة و إزالة كل
الستائر الحاجبة لضوء الشمس، ممارسة رياضة المشي حتى في الأيام المطيرة، هذا كله
إلى جانب الإلتزام بمواعيد الأدوية حتى في حالة التحسن يجب اعتمادها، أما إذا حدثت انتكاسات بسبب تناول أدوية إضافية مسكنة
أو غيرها يجب اللجوء للإستشارة الطبية.